يُعرف التهاب اللثة أيضًا بمرض اللثة، مما يؤدي إلى إصابة الأنسجة الرخوة المحيطة بالأسنان. إذا تركت دون علاج، فإنها لا يمكن أن تسبب تدمير العظام فحسب، بل قد تكون أيضًا سببًا لفقدان الأسنان. قد يكون من المثير للاهتمام معرفة أن التهاب اللثة وأمراض القلب مرتبطان. وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي 50% من الأشخاص في الثلاثينيات من العمر يعانون من أعراض أمراض اللثة، وترتفع إلى 70% لدى كبار السن. على الرغم من أن هناك أيضًا ارتباطًا واضحًا بين أمراض اللثة والعديد من الأمراض مثل مرض الزهايمر والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها الكثير.
قدم باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة هارفارد في بوسطن، ماساتشوستس ومعهد فورسيث في كامبريدج أدلة على أن أمراض اللثة يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. صرح أحد كبار أعضاء الدراسات التي أجريت في معهد فورسيث أنه إلى جانب العمر والتاريخ المحتمل لمشاكل القلب والأوعية الدموية، قد يكون من الخطورة على الفرد أن يتجاهل مشاكل اللثة. كان ذلك، بعد مراجعة ما يقرب من 300 فحص PET وCT بحثًا عن علامات التهاب مرتبطة بأمراض اللثة والتهاب الشرايين. ولوحظ أيضًا أنه بعد 4 سنوات، كان 13 شخصًا يعانون من التهاب اللثة قد عانوا أيضًا من مشكلة في القلب والأوعية الدموية.
ومن ثم، فقد فهم الباحثون في معهد فورسيث وكذلك كلية طب الأسنان بجامعة هارفارد أن علامات الالتهاب المرتبطة بأمراض اللثة المستمرة في المرحلة الأولى من الدراسة كانت أكثر عرضة للإصابة بمشكلة القلب والأوعية الدموية. ملاحظة أخرى من هذه الدراسة هي أن الأفراد الذين يعانون بالفعل من أمراض اللثة لديهم فرصة أكبر للإصابة بالتهاب الشرايين الذي يمكن أن يسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية في مرحلة لاحقة. في جوهرها، كانت الارتباطات المذكورة أعلاه ثابتة وكانت أعلى إحصائيًا حتى بعد تحديد أسباب أخرى مثل العمر أو الجنس أو التدخين أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو كميات كبيرة من الدهون في مجرى الدم من قبل فريق البحث.
وكانت بعض الملاحظات الإضافية التي قدمها فريق البحث المشترك هي أن أولئك الذين يعانون من علامات فقدان العظام بسبب أمراض اللثة السابقة دون وجود التهاب ليس لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب. في السابق، قدمت دراسة أجريت على الحيوانات دليلاً على أن أمراض اللثة تؤدي إلى إنضاج مجموعة من الخلايا المناعية المعروفة باسم "العدلات" والتي تخلق ردود فعل شديدة عند ملامسة أعراض العدوى داخل الجسم. أرسلت هذه العدلات بعد ذلك السيتوكينات التي أدت إلى زيادة الالتهاب. وكان مؤلف هذه الدراسات متفائلاً بشأن الدراسات الأكبر التي تؤكد نتائج دراساته، وهو متأكد من أن علاج أمراض اللثة من شأنه أن يساعد في تقليل فرص الإصابة بالتهابات الشرايين وبالتالي تقليل فرص تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.