يعد هزال العضلات، أو فقدان الأنسجة العضلية أو "الدنف"، مشكلة شائعة لدى الأشخاص المصابين بالسرطان، لكن الآليات الدقيقة الكامنة وراءها غابت منذ فترة طويلة عن أذهان الأطباء والعلماء. والآن، تلقي دراسة أضواء جديدة على كيفية حدوث هزال العضلات على المستوى الخلوي لسرطان المبيض. باستخدام نموذج فأر لسرطان المبيض، وجد الباحثون أن تطور السرطان أدى إلى عدد أقل من ريبوسومات العضلات الهيكلية، وهي الجزيئات الموجودة في الخلية التي تنتج البروتينات. وبما أن الأنسجة العضلية يتم تحديدها بشكل أساسي عن طريق تخليق البروتين، فمن المرجح أن يفسر عدد أقل من الريبوسومات سبب تضاؤل العضلات في السرطان.
وقال جوستافو نادر، الأستاذ المساعد في علم الحركة وعلم وظائف الأعضاء في ولاية بنسلفانيا، إن النتائج تشير إلى آلية هزال العضلات التي يمكن أن تكون ذات صلة ليس فقط بمرضى السرطان، ولكن أيضًا بأمراض أخرى مثل سوء التغذية والأشخاص المصابين بـكوفيد-19 وفيروس نقص المناعة البشرية. الإيدز من بين أمور أخرى. فقدان العضلات مشكلة شائعة ليس لها علاج في الوقت الحاضر. ولكن الآن بعد أن فهمنا الآلية بشكل أفضل، يمكننا المضي قدمًا ومحاولة إيجاد طرق لعكس هذه الآلية. يحدث الدنف الكبير لحوالي 80% من الأشخاص المصابين بالسرطان، ووفقًا للباحثين، فإن 30% من وفيات السرطان هي نتيجة لضعف نوعية الحياة، ومشاكل العلاج الكيميائي وانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة حيث غالبًا ما يكون الدنف هو القاتل، وليس الورم.
وقال نادر إنه نظرًا لعدم وجود علاج حاليًا للدنف، فمن المهم أن يفهم العلماء بالضبط كيف ولماذا يحدث. أراد فريق نادر التعامل مع المشكلة من زاوية جديدة. لقد ذهب معظم الاهتمام إلى انهيار البروتين. حيث حاول الناس منع قطع البروتين أو تكسيره لمنع فقدان العضلات، كما قال نادر. لقد ذهبت العديد من الجهود سدى لأننا نسينا جانب تخليق البروتين، أي عملية تكوين بروتينات جديدة.
بالنسبة للدراسة، استخدم الفريق نموذج فأر قبل السريرية لسرطان المبيض مع فقدان كبير للعضلات. باستخدام الفئران، تمكن الباحثون من دراسة تطور دنف السرطان مع مرور الوقت، ووجدوا أن الفئران المصابة بالأورام شهدت فقدانًا سريعًا لكتلة العضلات وانخفاضًا كبيرًا في القدرة على تصنيع بروتينات جديدة، وهو ما يمكن تفسيره بانخفاض في عدد الريبوسومات في عضلاتهم.